وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي يمثل دولة الكويت في المؤتمر العام الثالث والأربعين لليونسكو المنعقد في مدينة سمرقند – أوزبكستان
قال معالي وزير التربية م. سيد جلال الطبطبائي في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر 2025، في الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي تُقام في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان خلال الفترة من 1 إلى 13 نوفمبر الجاري: "يشرفني أن أشارك ممثلاً دولة الكويت في أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو، حاملاً تحيات القيادة السياسية ممثلة بصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح خالد الحمد الصباح – حفظه الله – وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح – حفظه الله – وحكومة وشعب دولة الكويت".
وقد ضم الوفد الكويتي المشارك في المؤتمر العام لليونسكو، برئاسة معالي الوزيرم. سيد جلال الطبطبائي كلاً من المندوب الدائم لدولة الكويت لدى اليونسكو في باريس الدكتور علي المضف، ووكيل وزارة التعليم العالي الدكتور بدر البصيري، والوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية المهندس حمد الحمد، ومدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور حسن الفجام، وأمين عام جامعة الكويت بالإنابة الأستاذة الدكتورة نورة السويح، والقائم بأعمال عميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور علي الزعبي، والدكتور آدم الملا أستاذ مشارك من قسم الهندسة الكيميائية بجامعة الكويت، ورئيس قسم اليونسكو باللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة عذاري القلاف، والمتخصصة في قسم اليونسكو شهد أحمد مطر، ومدير برنامج الموارد الساحلية والبحرية في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور تركي فهد السعيد، ورئيس قسم الترميم والمحافظة على المباني في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندسة زهراء علي بابا.
وأكد الطبطبائي خلال كلمته على أن "دولة الكويت تولي اهتماماً بالغاً بقطاع التعليم الذي يمثل ركيزة أساسية في رؤيتها “كويت 2035”، حيث تضع تطوير رأس المال البشري في مقدمة أولوياتها من خلال تحسين جودة التعليم وتحديث المناهج بما يواكب التطورات العالمية ويتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030، مشيراً إلى أن إيمان الكويت الراسخ بأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل، جعلها تحرص على تطوير البنية التحتية التعليمية وتمكين المعلمين والطلبة على حد سواء، تأكيداً على التزامها بتعزيز جودة التعليم ومواءمته مع متطلبات العصر وسوق العمل، وترسيخ التعليم كحقٍ أساسي ووسيلة لبناء جيلٍ مبتكرٍ ومسؤولٍ يسهم في رفعة وطنه وتقدمه".
وأعرب معالي الوزير عن خالص الشكر والتقدير لحكومة جمهورية أوزبكستان الصديقة على حسن الاستضافة والتنظيم المتميز لأعمال الدورة في مدينة سمرقند العريقة بما تحمله من رمزية ثقافية وحضارية، مشيداً في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة التي تبذلها المديرة العامة لليونسكو وكافة منتسبي الأمانة في دعم أهداف المنظمة ورسالتها السامية.
وأكد الطبطبائي تطلع دولة الكويت إلى مواصلة العمل مع الأمانة وكافة الشركاء في المنظمة لما تمثله اليونسكو من حجر زاوية في تعزيز التعليم والثقافة والعلوم، وإعلاء مبادئ السلام والتفاهم بين الشعوب، وإرساء قواعد التنمية المستدامة إيماناً برسالتها الإنسانية السامية في رفعة الإنسان وصون كرامته وتمكينه بالعلم والثقافة أينما كان.
وأوضح الطبطبائي أن الكويت، إدراكاً منها لأهمية استشراف المستقبل وإعداد جيلٍ متمكنٍ من أدوات العصر، واصلت تطوير منظومتها التعليمية عبر خطوات حاسمة لإدماج مفاهيم الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في المناهج الدراسية، وتوفير مصادر تعليمية رقمية مبتكرة تعتمد على التقنيات الحديثة لتعزيز التفاعل وتحفيز الإبداع الذاتي لدى الطلبة.
وأضاف أن هذه المبادرات أسهمت في إثراء المحتوى التعليمي وتمكين الطلبة من التعلم بمنهجيات تشجع على الاستكشاف والتحليل العلمي وتنمي التفكير النقدي ومهارات البحث والاستقصاء وترسخ ثقافة التعلم المستدام.
وبيّن الطبطبائي أن دولة الكويت لم تكتفِ بجهودها التعليمية على المستوى الوطني، بل امتدت مبادراتها إلى دعم التعليم في العديد من الدول النامية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي موّل مشاريع تعليمية بقيمة تجاوزت 650 مليون دولار أمريكي.
وتابع الوزير الطبطبائي قائلاً: "يتزامن انعقاد اجتماعنا اليوم مع مرور عامين شهدا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من جرائم حرب وإبادة وتجويع، في تحدٍ صارخٍ للمواثيق الدولية والقيم الإنسانية".
وأعرب الطبطبائي عن أسف دولة الكويت لما أوردته المنظمات الدولية، ومن بينها اليونسكو، من تقارير تثبت تدمير قوات الاحتلال للبنية التحتية والمرافق الحيوية من مدارس ومستشفيات في قطاع غزة، إضافة إلى تدمير أكثر من 110 مواقع تاريخية وأثرية ودينية، مشدداً على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة تضمن حماية المؤسسات التعليمية والثقافية في فلسطين والأراضي العربية المحتلة وصونها من محاولات الطمس والتهويد الممنهجة، مؤكداً أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
كما جدّد الطبطبائي دعم دولة الكويت لجهود منظمة اليونسكو في حماية التعليم والثقافة في مناطق النزاع، واستمرار إسهاماتها في دعم عمليات إعادة الإعمار والمساعدات التعليمية والإنسانية لضمان عودة الأطفال إلى مدارسهم، إيماناً بأن التعليم هو أولى خطوات السلام وأساس بناء المجتمعات المستقرة والإنسانية.
وأعرب معالي الوزير عن تقدير دولة الكويت للمديرة العامة لليونسكو على تقريرها القيّم وحرصها على مواصلة منح جائزة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه – للتمكين الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة، لما تمثله من تقدير للجهود المبذولة في تعزيز الشمول الرقمي وتمكين هذه الفئة في المجتمع منذ أكثر من عشرين عاماً.
وأكد الطبطبائي أن استمرار الجائزة يجسّد التزام دولة الكويت بدعم المبادرات التي تعزز الإدماج والمساواة في الفرص، ويعكس نهجها الإنساني الثابت وتعاونها الوثيق مع منظمة اليونسكو ترسيخاً للقيم التي تجمع بين الطرفين في خدمة الإنسان أينما كان.
وفي ختام كلمته، شدد وزير التربية على أن التعاون الدولي المتعدد الأطراف هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المعاصرة، مؤكداً تطلع دولة الكويت إلى أن تواصل منظمة اليونسكو دورها الحيوي في بناء جسور الحوار بين الشعوب وصون التراث الإنساني ودعم التعليم للجميع كطريق نحو مستقبل أكثر استقراراً وسلاماً وشمولاً.
تجدر الإشارة إلى أنه يشارك في الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو ممثلو 194 دولة، ويُعد هذا المؤتمر أعلى هيئة تشريعية في هيكل المنظمة، حيث تُعتمد خلاله البرامج والميزانية وتُرسم التوجهات العامة لليونسكو في مجالات التربية والثقافة والعلوم.






